أى نظام صحى كُفء ﻻ يخلو من خلفية أخلاقية إلا فى نظم الخدمة الصحية الخاصة التى ﻻ تخضع للرقابة وتعتمد على التسليع المطلق الذى ﻻ يعترف بأية مسئولية اجتماعية مهما كانت، وهذا ما أصبح عنصرا متصاعدا للأسف فى نظامنا الصحى فى العقود الأخيرة وهو ما نهدف إلى التحذير من استشرائه على مستقبل النظام ونؤكد على أهمية النظر إلى الخلفية الأخلاقية للخدمة الصحية باعتبارها من الأولويات الكبرى خاصة ونحن مقبلون على محاولة جديدة لتأسيس نظاما للتأمين الصحى الشامل يسعى لغلق فجوة العدالة اﻻجتماعية فى الرعاية الصحية.
هناك مكسب إضافى من الدعم التبادلى، وهو ترشيد الاستهلاك. حيث من المعروف أن الأكثر غنى هم الأكثر استهلاكا للطاقة، مثلا هناك أكثر من سيارة فى الأسرة الواحدة، أو أكثر من جهاز تكييف. وقد يؤدى رفع أسعار الطاقة إلى تحجيم هذا الاستهلاك. بلغة الاقتصاد، يعتبر الدعم التبادلى خيارا كفؤا وعادلا فى نفس الوقت.
للعلم كان هذا النظام معمولا به فى مصر فى تسعير الكهرباء فى مطلع القرن الواحد والعشرين. وأثنى عليه البنك الدولى آنذاك.
من ثم فقد بات المواطن المصرى محاصرا ما بين توحش الحياة من زاوية الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وصعوبة العيش والحصول على جميع ضروريات الحياة من غذاء ودواء وكساء دون ترف، وهو ما يمكن توصيفه بشكل إجمالى بتفشى رقعة الفقر العام وزيادة أعداد من هم تحت خط الفقر، بما يعنى انهيار ما يسمى بالطبقة الوسطى ــ والتى كانت فيما مضى قادرة على تلبية احتياجاتها ــ وانصهارها فى طبقة المعدمين وغير القادرين على تلبية الاحتياجات الأساسية للحياة، وبين قوانين وقرارات تضيق من حدود ونطق ممارسة الحقوق والحريات المدنية والسياسية بشكل عام وتأطر بشكل رسمى أو قانونى لما تبقى من هوامش لممارسة أى نوع من هذه المجموعة الكبيرة للحقوق والحريات.
تناقلت بعض وسائط الإعلام أخيرًا أنباءً حول قيام الهند بإلغاء خطط لتوليد 14ألف ميجاوات من الكهرباء من الفحم، وهو الإلغاء الذي جاء متزامنًا مع انخفاض أسعار الكهرباء من الطاقة الشمسية، بشكل لم يسبق له مثيل، حيث شهدت الأسعار انخفاضًا متسارعًا منذ بداية العام الحالي حتى أصبحت أسعار الطاقة الشمسية أقل من سعر الكهرباء من الفحم ﻷول مرة، وبفارق حوالي 30%. وصرح وزير الطاقة الهندي أن بناء محطة تعمل بالفحم أصبح أكثر تكلفة من بناء محطة للطاقة الشمسية في الهند، التي من المتوقع أن تصبح أكبر سوق للطاقة الشمسية في العالم بحلول العام القادم.
يقفز أحمد فهمى من المرآة ليطبل لإنجازات الحكومة ويبشر بمستقبل خرافى قريب المنال مقدما معلومات كلها خاطئة، كى يقنع بها أحمد فهمى الذى يشكو واقعا صادقا من سوء نوعية الحياة التى تحيط بالمصريين.
- فكرة ذكية وحوار خفيف الظل.
حوار يجعلك تبتلع أنه يساوى بين من يكذب (المطبلاتى) ومن يصف جانبا من الواقع (المقللاتى). وكأنهما على نفس المنزلة من الخطأ.
تصاعدت فى الآونة الأخيرة وتيرة الإعلانات الفضائية التى تدعو المواطنين إلى التبرع لعلاج مرضى السرطان والقلب والحروق وغيرها من اﻷمراض الكارثية؛ التى تصنف وفق منظمة الصحة العالمية باعتبارها اﻷمراض اﻷكثر تكلفة ماليا بما يجاوز قدرات المواطنين والأسر حتى الميسورين منهم ماليا على تحمل أعبائها.
أصدر السيد رئيس الوزراء في مارس الماضي قرارًا بتعديل اللائحة التنفيذية لقانون البيئة، منحت التعديلات الشركات والمنشآت التي تستخدم الفحم عددًا من الاستثناءات والتسهيلات التي نعتقد أنها تُضعِف من الشروط والمعايير المطلوبة لحماية البيئية والصحة من الخطر، وعلى الأخص الاستثناء المتعلق بالتجاوز عن شرط المسافة بين أماكن تخزين واستخدام الفحم وبين المناطق والتجمعات السكنية.
بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا بالخير والبركة، وقد اعتاد المصريون أن يكون هذا الشهر له من العادات الغذائية ما يشبه الأفراح، وله العديد من الطقوس التي لابد لها من أموال كثيرة حتى تنعم الأسر بما اعتادت عليه من أمور استهلاكية، وإن كان بعض هذه العادات مغالى فيه من المصريين، بما لا يتفق وقيمة هذا الشهر عند المولى سبحانه، ولكن تبقى الزيارات وصلات الأرحام وما إلى ذلك من أمور تتفق مع هذا الشهر المبارك. ولكن تبقى موروثات العادات الغذائية المرتبطة بشهر رمضان من أهم ما يميزه في عادات الشعب المصري، وهو الأمر الذي يتطلب مزيدا من الإنفاق المالي.
اكتسبت محافظة المنيا سمعة محلية ودولية سيئة باعتبارها بؤرة لاعتداءات ممنهجة على المسيحيين، وأنها أكثر المحافظات المصرية من حيث الممارسات الطائفية، و التي تعكس فشلت الحكومة في تعاملها مع ملف علاقات المسيحيين بالمسلمين. فالاعتداءات الأخيرة التي شهدتها المحافظة من نهب وحرق منازل وإيذاء بدنى وقتل على خلفية شائعات تحويل منزل لكنيسة أو لمشاجرات عادية سرعان ما تتحول إلى اشتباكات طائفية لم تكن الفصل الأول في موجة التوترات في عروس الصعيد كما يحلو لأبناء المحافظة تسميتها.
هو سائق توكتوك فى منتصف الثلاثينيات. يعمل من العاشرة صباحا حتى التاسعة مساءً، سبعة أيام فى الأسبوع، على العربة الصغيرة التى اشتراها منذ ثمانى سنوات. اشتراها بالتقسيط حين أعطاه أبوه نصيبه من مكافأة المعاش التى حصل عليها. حين تتعطل العربة، كما حدث كثيرا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، كان يضطر إلى قضاء أيام بالبيت حتى يصلحها. ويعنى هذا أن أسرته لا تجد ما تأكله، إلا من فضل العائلة الممتدة والجيران. لذا فهو عليه أن يعمل باليومية فى أحد مواقع البناء التى أخذت فى الانتشار على الأراضى الزراعية من حوله.