في مواجهة كورونا: من أجل أن ترى سياسات الحماية النساء
متابعة دورية لتأثيرات السياسات العامة في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد على النساء والفئات المهمشة في مصر
مقدمة:
في أوقات الأزمات الاجتماعية الكبرى تبرز أهمية الرؤية الجندرية والنسوية كعدسة تكشف أولويات و انحيازات السياسات العامة، و كأداة لتقييم قدرتها-أو عدم قدرتها- على تلبية احتياجات النساء، والفئات الاجتماعية المهمشة ككل، وذلك بالإضافة لدورها في رصد التأثيرات غير المتوازنة لتلك السياسات العامة على هذه الفئات والتي تمثل أغلبية السكان. لذلك، نبدأ اليوم بنشر متابعة جندرية دورية لعواقب أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد في مصر على النساء وغيرهن من الفئات الاجتماعية المهمشة، أملًا أن المنظور الجندري قد يتيح الفرصة لإصلاح إجراءات غير مراعية للنوع الاجتماعي، أو تجنب سياسات عامة قد تضر بمجموعات بعينها من السكان.
قراءتنا تلك تنحاز للفئات التي يجري تهميشها عادةً أثناء رسم السياسات العامة، ومنها النساء والفتيات، الفقراء والمهددين بالفقر، المرضى والمتعايشين مع أمراض وإعاقات مزمنة، والأفراد ذوي/ات الهويات الجندية والميول الجنسية غير المقبولة اجتماعيًا، والمسجونين/ات، والمهاجرين/ات، وغير حاملي/ات الجنسية، وساقطي/ات القيد، وتقاطعات تلك المجموعات. سنقوم بالتحديث الدائم والتعقيب فيما يخص السياسات العامة لمكافحة آثار فيروس كورونا المستجد الصحية والاقتصادية والاجتماعية، مع تقديم التوصيات التي قد تقلل من الآثار القاسية للإجراءات الحكومية، وحماية غالبية السكان -وخاصة النساء- من عواقب تلك السياسات. سيتم تحديث مدخلات هذه المتابعة بشكل مستمر بما يتماشى مع المستجدات، و ندعوكن وندعوكم للمشاركة معنا بالتحليلات والتوصيات من منطلق جندري للسياسات العامة. ونبدأ بأربع مقترحات بإجراءات محددة لمعالجة أولويات غابت عن حزمة التدخل الحكومي بشأن مواجهة الفيروس أو جرت مقاربتها بشكل مبتسر.