يثير تخفيف إجراءات الفحص الإشعاعى القلق والمخاوف خصوصا فى هذا التوقيت، كان انفجار مفاعل فوكوشيما فى اليابان فى 11 مارس 2011 قد أدى إلى انبعاث كميات ضخمة من المواد المشعة كما أدى إلى تدفق كميات هائلة من المياه الملوثة بالإشعاع إلى المحيط الباسيفيكى، ووصلت مستويات الإشعاع فى المحيط إلى حدود غير مسبوقة تقدر بملايين أضعاف الكميات المسموح بها قانونيا، على سبيل المثال بلغت مستويات اليود المشع نحو 7.5 مليون ضعف الحد القانونى فى العينات التى تم جمعها بالقرب من موقع التسرب ومن المعلوم أن اليود المشع يسبب سرطان الغدة الدرقية ويبقى مشعا لفترات طويلة جدا.
من الأفضل لمصر توجيه الاستثمارات والموارد والدعم نحو الاستثمار في الطاقات المتجددة الوفيرة لديها بدلًا من الطاقة النووية، خصوصًا في ظل تغيرات عالمية من الانصراف عن الطاقة النووية وصعود الطاقات المتجددة في سياق حماية البيئة ومقاومة التغير المناخي. يشير تقرير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في 2018 إلى أن مصر تمتلك القدرة على توفير 53% من مزيج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وأن ذلك سيقلص إجمالي تكاليف الطاقة البالغ 900 مليون دولار، ويوفر سبعة دولارات من تكلفة كل ميجاوات/ساعة، إضافة إلى تقليل تلوث الهواء، الذي يقدر بحوالي 4.7 مليار دولار أمريكي سنويًّا (International Renewable Energy Agency, 2018).
منذ عقود والأوبئة الناشئة، التي لا يملك الإنسان ضدها أي مناعة وعلاج، تحدث بشكل أكثر تكرارًا من أي وقت في تاريخنا، فمنذ سبعينيات القرن الماضي فقط ظهر حوالي 40 مرضًا معديًا ناشئًا، منها الإيبولا، وهندرا ونيبا وجنون البقر والإيدز وغيرها، والقرن الحادي والعشرين على وجه الخصوص يشهد منذ بدايته سيلًا لا يكاد يتوقف من هذه الأوبئة، فمن سارس وإنفلونزا الطيور عام 2003، إلى إنفلونزا الخنازير عام 2009، ثم الميرس أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية عام 2012، ثم الإيبولا عام 2014 ثم زيكا في أمريكا اللاتينية عام 2015 وأخيرًا فيروس كورونا الجديد عام 2019، وكلها أوبئة ناشئة انتقلت من الحيوانات إلى البشر.
في اليوم الأخير من عام 2019 أعلنت الصين عن ظهور حالات التهاب رئوي سببها فيروس غير معروف ينتمي إلى عائلة كورونا أُطلق عليه اسم سارس–كوفي، وعُرف الوباء الجديد باسم كوفيد-19. ظهرت أول حالة كوفيد-19 خارج الصين يوم 13 يناير 2020 في تايلاند، بحلول 20 فبراير تخطت الإصابات في الصين أكثر من 75 ألفًا، وفي 11 مارس أعلنت منظمة الصحة العالمية الوباء جائحة عالمية، حيث سجلت 118 ألف حالة في 114 دولة ووفاة أكثر من أربعة آلاف شخص، وفي الأسبوع الأخير من إبريل فاقت الإصابات اثنين ونصف مليون وتوفي أكثر من 180 ألف شخص.
إن الأمر مثلما نخفي التراب بعد كنس الغرفة لتبدو نظيفة لكنها ليست حقًّا كذلك، وسبب استحضار هذا التشبيه ما يروج له أخيرًا من أن البلاستيك القابل للتحلل بالأكسدة يتحلل بيولوجيًّا وأنه البديل والحل لمشكلة تراكم مخلفات البلاستيك في البيئة، بينما ما يحدث في الواقع هو أن هذا البلاستيك يتكسر فقط إلى قطع دقيقة، قد لا تراها أعيننا لكنها تتراكم في البيئة وتؤثر على الصحة.
تقدمت الحكومة فى نوفمبر الماضى بمشروع لتعديل قانون رعاية المريض النفسى رقم 71 لسنة 2009 إلى مجلس الشعب وتقوم لجنة الصحة فى المجلس حاليا بمناقشة هذه التعديلات، ورغم ما نصَت عليه المذكرة الإيضاحية المصاحبة للمشروع من أن تعديلات القانون «توفر مزيدا من الضمانات لحقوق المريض النفسى بتوفير حماية كافية للمريض ضد سوء المعاملة والاستغلال» فإنها فى الواقع تنتقص من هذه الحماية وتنتهك حقوق المريض النفسى فى العلاج وفى السلامة الجسدية وتعيد التشريعات المصرية القهقرى.
ما تعرضت له القاهرة كان موجة من «الطقس المتطرف» معتدلة الشدة، لحسن الحظ، فقد هطل المطر بمعدل 15 ملليمتر فى الساعة لمدة ساعة ونصف دون رياح عنيفة. وموجات الطقس المتطرف من ظواهر التغير المناخى، والتى قد تأتى فى شكل أمطار وسيول، أو موجات شديدة الحرارة أو البرودة أو الجفاف أو العواصف الرملية وهى مرشحة للزيادة فى الشدة والتكرار فمصر من ضمن أكثر الدول عرضة لمخاطر التغير المناخى، والطقس المتطرف ليس أسوأ هذه المخاطر، بل هناك مخاطر أصعب كثيرا ولا نستطيع فى مواجهتها أن نعتمد على حسن الحظ أو الإصرار على أنها غير معتادة.
فى 10 يونيو الماضى تقدمت النائبة البرلمانية أنيسة حسونة بطلب لإلغاء استخدام أكياس البلاستيك فى مصر، قبل ذلك كانت محافظة البحر الأحمر قد منعت تداول أكياس البلاستيك، كما تابعنا عددا من المبادرات المجتمعية والحكومية لنفس الغرض، وعلى مستوى العالم نجد أن 127 دولة قد منعت أكياس البلاستيك أو فرضت رسوما، وفى دولة مثل كينيا، يواجه تصنيع واستخدام أكياس البلاستيك غرامات تصل إلى 38 ألف دولار أو السجن أربع سنوات.
حسب منظمة الصحة العالمية أدت حادثة تشرنوبيل إلى انبعاث ما لا يقل عن 100 ضعف قنبلتى هيروشيما وناجازاكى مجتمعتين، وتعرض أكثر من ثمانية ملايين شخص للإشعاع وتلوث نحو 155 ألف كيلومتر مربع من الأراضى بـالسيزيوم المشع فى بيلاروسيا وروسيا وأوكرانيا. حدث أكبر تركيز من المواد المشعة فى هذه البلاد الثلاثة، لكن أكثر من نصف كمية المواد المشعة انتشرت لتغطى 40٪ من مساحة أوروبا، وفى النهاية جميع أنحاء العالم.
بعد مرور 3 سنوات على توقيع اتفاقية المحطة النووية.. هل مصر الآن بحاجة إلى توليد الكهرباء من النووى؟ في 19 من نوفمبر 2015 وقعت الحكومة المصرية اتفاقية مع شركة روس آتوم الروسية الحكومية لبناء محطة نووية في منطقة الضبعة، كما وقعت اتفاقية بقرض بقيمة 25 مليار دولار يستخدم في بناء المحطة.تم هذا الاتفاق فى سياق أزمة شديدة فى الطاقة والكهرباء فى مصر، عندما بلغ العجز فى إمدادات الكهرباء نحو 5 آلاف ميجاوات (ما يعادل نحو 20%)، وعندما كان هناك نقص شديد فى إمدادات الوقود خصوصا الغاز الطبيعى، وحيث تدهورت قدرات وكفاءة محطات التوليد وشبكات النقل والتوزيع.