مقدمة- في عام 1996 صادقت الجمعية العمومية للجمعية العالمية للطب النفسي على إعلان مدريد كوثيقة لتنظيم آداب وأخلاقيات المهنة للأطباء النفسيين، وشددت على احترام جميع أعضاءها لتلك الآداب والتزامهم بها أثناء مزاولة المهنة. ولم تكن الجمعية المصرية للطب النفسي واحدة من أعضاء الجمعية العالمية فحسب، بل كانت ممثلة على رأس لجنة أخلاقيات المهنة التي قامت بصياغة ذلك الاعلان وقتها.
وقد جاء إعلان مدريد تاليا على عدد من المواثيق الأخلاقية الأخرى كمرجعية جديدة تنص بوضوح على احترام حقوق الإنسان الخاصة بالمرضى النفسيين، مؤكدة على أن العلاقة بين الطبيب والمريض يجب أن تتميز بالندية واحترام حرية الإختيار وكرامة وحقوق المريض. وقد رأينا أهمية ذكر هذه المعلومات للتأكيد على أن المرجعية الدولية لحقوق المرضى لم تأت غريبة عن أطبائنا ومجتمعاتنا، بل كنا مشاركين في الموافقة عليها بل وفي صياغتها والعمل على إعتمادها من الجمعيات الطبية النفسية وفي كافة أنحاء العالم.
ومن هذا المنطلق تهدف هذه الورقة إلى دراسة مسودة اللائحة التنفيذية لقانون رعاية المريض النفسي من منظور حقوقي وتقديم اقتراحات وتوصيات بشأنها لجعل اللائحة التنفيذية أكثر تماشيا مع المواثيق العالمية، مما يعطي المرضى النفسيين حماية أقوى لحقوقهم، ويوفر للأطباء تنظيما أدق لأداء أعمالهم.