رسالة من "المدوّن القرآني" رضا عبد الرحمن من محبسه بعد 6 شهور من الحبس الاحتياطي : "كتبت عن تجديد الخطاب الديني بعد تصريحات الرئيس فأمرني الأمن بالتوقف عن الكتابة ثم اتهموني بالانتماء لداعش" والمبادرة المصرية تطالب بالإفراج عنه وإسقاط التهم الموجهة إليه

بيان صحفي

25 فبراير 2021

عبّر رضا عبد الرحمن، المدرس الأزهري والمدوّن والباحث في "الفكر القرآني"، عن صدمته من توجيه تهمة الانتماء لتنظيم "داعش" إليه، مشيرًا أن مدونته ونشاطه السابق يشهدان أنه يتبنى اتجاهًا معاكسًا ومهاجم للتيارات الإسلامية السياسية، وأن مرات اعتقاله السابقة كانت بسبب انتمائه إلى الفكر القرآني أو ما يعرف بمذهب "القرآنيين"، وذلك في رسالة أرسلها من محبسه بنقطة شرطة كفر صقر محافظة الشرقية إلى أفراد من عائلته، كتبها الخميس 11 فبراير 2021 قبل موعد عرضه على نيابة كفر صقر بالشرقية الثلاثاء 16 فبراير 2021، والتي قررت تجديد حبسه 15 يوما آخرين على ذمة التحقيق.

واحتجزت قوات الأمن رضا عبد الرحمن منذ 22 أغسطس في 2020 مع مجموعة أخرى من أقارب د.أحمد صبحي منصور، المدرس السابق بجامعة الأزهر والمقيم حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية بعد حصوله على اللجوء السياسي هناك عقب فصله من الجامعة واعتقاله لفترات، على خلفية تبنيه لـ"الفكر القرآني" أو ما يعرف ب"مذهب القرآنيين"، الذي يخالف التيار السائد في الفكر الإسلامي السنيّ وتعتبره إدارة جامعة الأزهر "خروجا عن الإسلام".
وأفرجت لاحقا قوات الأمن عن كل أقارب أحمد صبحي منصور ما عدا رضا عبد الرحمن، وقالت مصادر من أقارب المحتجزين لباحثي المبادرة أنه تم التحقيق معهم بشأن نشر الفكر القرآني والتواصل مع أحمد صبحي منصور قبل إطلاق سراحهم، وأضافت المصادر أن أسرته تعتقد إن أحد رجال الأمن في القرية علم بإرسال أحمد صبحي منصور لزكاة ماله لبعض أقاربه المحتاجين عن طريق رضا عبد الرحمن وربما كان ذلك سبب هذا الاحتجاز والتحقيق.

وبعد 47 يوما من احتجاز رضا عبد الرحمن بدون إذن قضائي ما بين قسم شرطة كفر صقر وقسم شرطة الزقازيق، تم عرضه على نيابة كفر صقر في 18 أكتوبر 2020 وتم التحقيق معه على ذمة القضية رقم 3418 لسنة 2020، ووجهت له النيابة اتهامات تكوين خلية مع شخص آخر مقيم في أمريكا وأولاده لتنفيذ اعمال إرهابية والانضمام لداعش، وأن دور المتهم رضا مراقبة المطارات وأماكن القوات المسلحة والأماكن الشرطية، وقررت النيابة حبسه على ذمة التحقيق ويتم تجديد حبسه منذ ذلك الحين إلى الآن. 

وقال رضا عبد الرحمن في رسالته: "هذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها اعتقالي بسبب الفكر والمعتقد وبسبب صلة القرابة بيني وبين عمي المفكر الدكتور أحمد صبحي منصور، والتهمة في المرات الثلاث مكررة هي الانتماء للفكر القرآني ونشر الفكر القرآني في مصر”.

وأضاف رضا عبد الرحمن في رسالته: "كتبت العديد من المقالات والأبحاث أثبت من خلالها تناقض فكر الجماعات الدينية في العالم مع تشريعات القرآن (...)كل هذا عبّرت عنه في مقالات على مدونتي الخاصة (العدل الحرية السلام) قبل أن يُطلب مني التوقف عن الكتابة، وكان آخر مقال كتبته في شهر 7 / 2015 بعد أن خرجت من اعتقال استمر يوم واحد في نفس الشهر بنفس التهم، الانتماء للفكر القرآني ونشر الفكر القرآني.(...) إذن أنا معروف واتجاهي الفكري معلوم ومعروف وواضح وعبّرت عنه بكل وضوح على مدونتي حتى أمروني بالتوقف عن الكتابة في 7 / 2015، نفذت الأمر وتوقفت عن الكتابة منذ ذلك الحين على الرغم أن كتاباتي كانت تفضح الإرهاب وتكشف حقيقته وبُعده التام عن القرآن والإسلام (...)كتبت في هذا لكي أساعد الدولة في مواجهة الإرهاب سلميًا بالقلم والكلمة وذلك حسب تعليمات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، حين طالب بتجديد الخطاب الديني".

وأعرب رضا عن اندهاشه من اتهامه بالانتماء إلى "داعش" قائلا في رسالته: "أنا مصدوم من هذه التهمة وأرفضها وليس لي أي علاقة بها من قريب أو بعيد، قلت لوكيل النيابة إنه تم اعتقالي مرتين من قبل بتهمة الانتماء للفكر القرآني وقلت له إن الضابط كان يحقق معي في نفس التهم القديمة (ماذا حدث؟!!). أكتب هذا الكلام دفاعًا عن نفسي أمام كل من يعرفني ويعرف اتجاهي الفكري الذي يرفض الإرهاب والتطرف والتعصب الديني، أنا مازلت رهن الحبس الاحتياطي ويوم الثلاثاء 16 /2/ 2021 هو العرض العاشر أمام النيابة بتهمة ملفقة عشت عمري أحاول فضح أصحابها وأحاول توعية المجتمع من خطرها وسلوكي وخُلقي في العمل بالتعليم منذ 16 سنة يشهد أنني إنسان مسالم متسامح أحترم حقوق وحريات الآخرين وأنني أرفض التعصب والتطرف الديني والغلو في الدين وأرفض استغلال الجماعات الدينية لاسم الإسلام".

وقالت مصادر من عائلة رضا عبد الرحمن لباحثي المبادرة إنه يعاني من ظروف احتجاز قاسية خلال ستة أشهر من الحبس الاحتياطي؛ نتج عنها إصابته بآلام حادة في الذراع والرقبة والظهر وتفاقم مشاكل صحية أخرى كان يعاني منها أصلًا في المثانة والبواسير؛ خاصة مع صعوبة إدخال الأدوية إلى محبسه بسبب تعنت رجال الأمن المسئولين عن تفتيش الزيارات في كثير من الأحيان ورفضهم إدخال الأدوية وبعض المتعلقات الأخرى.

وأضافت المصادر أن رضا ظل محتجزًا قبل عرضه على النيابة لمدة 47 يومًا قضاها بين قسم شرطة كفر صقر وقسم شرطة الزقازيق محروما من أي ملابس أو متعلقات شخصية، وهو ما أرهقه جسديًا ونفسيًا وذهنيًا بشكل كبير، وهو الإرهاق الذي ظهر عليه بوضوح عند ظهوره وعرضه على النيابة.

وأشارت المصادر إلى إن رضا أبلغهم أنه يُعامل من جانب رجال الأمن داخل محبسه على أساس كونه متهم بالانتماء لداعش، وأن هناك "توصيات خاصة من جهاز الأمن الوطني" بالتشدد معه، كما أنه مُحتجز في ذات مقر الاحتجاز المتواجد به متهمين آخرين بالانتماء للجماعات الإسلامية؛ ولذلك يتجنب إظهار توجهاته الفكرية أو الجدال معهم تجنبًا لأي مضايقات منهم.

وقالت المصادر أن المعهد الأزهري الذي يعمل فيه رضا مدرسًا للتربية الرياضية قد أبلغ زوجته -بعد استمرار تغيبه عن العمل بسبب ظروف احتجازه- باحتمالية فصله من العمل إذا لم يتم تقديم عذر مقبول؛ وهو ما يضطر زوجته لتسليم إفادة إلى المعهد بتجديد حبسه احتياطيًا بعد كل قرار للنيابة؛ أما عن راتبه الشهري الذي يبلغ قيمته 3 آلاف جنيه، فإن أسرته تتقاضى منه فقط 800 جنيه وهو ما يقارب ربعه، مع تأكيد إدارة المعهد بأن زوجها معرض للفصل النهائي من العمل في حال صدور حكم نهائي بإدانته.

وتجدد المبادرة المصرية مطالبتها بالإفراج عن رضا عبد الرحمن وإسقاط التهم الموجهة إليه، والتوقف عن ملاحقة المدونين والناشطين والباحثين الذين يعبرون عن أفكار دينية مختلفة عن السائد.

مرفق صورة من رسالة رضا عبد الرحمن نقلا عن مصادر من أفراد عائلته.

صورة من رسالة رضا عبد الرحمن نقلا عن مصادر من أفراد عائلته.
مرفق صورة من رسالة رضا عبد الرحمن نقلا عن مصادر من أفراد عائلته.