تداول الناس في الأسبوع الماضي خبرًا عن أن مصر قد وقعت بالترتيب الأخيرةَ في جودة التعليم الابتدائي بين الدول التي تناولها تقرير التنافسية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي. وبينما ركز المعلقون المصدومون في الصحف الناطقة بالعربية والإنجليزية تعليقاتهم على هذا الإحراج الدولي الذي تعرضت له مصر بتراجعها إلى هذا الترتيب المتواضع، تساءل مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت عن حقيقة هذا الترتيب، وهل بالفعل مصر هي الأدنى بين دول العالم ممن تناولهم التقرير.
عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة بالقوة صباح الأربعاء 14 أغسطس، اندلعت موجة من الاعتداءات التي استهدفت الأقباط وكنائسهم. الموجة المسعورة التي لم تشهد مصر الحديثة مثيلا لها، وقد أسفرت عن حرق ونهب 44 كنيسة إضافة إلى عشرات المباني التابعة لمؤسسات مسيحية وأقباط، وسقط فيها سبعة من المواطنين قتلى علاوة على العشرات من المصابين.
"من يتحكم في الماضي، سيتحكم في المستقبل، ومن يتحكم في الحاضر، يتحكم في الماضي"
هكذا فهمها جورج أورويل في روايته العبقرية 1984 وهو يحدثنا عن هذا الوحش المسمى بوزارة الحقيقة ودوره في تزييف الوعي وتشويه التاريخ في جمهورية الأخ الأكبر. التحكم في آلة صياغة التاريخ، هدف أساسي يسعى إليه كل مبتغ للهيمنة على القلوب والعقول. فتلك العملية المسؤولة عن إعادة بناء الماضي في أذهاننا، هي ذاتها ساحة لصراع سياسي وثقافي، يرى الكثيرون أن الانخراط فيها ليس ترفا بحال.
نشرت جريدة التحرير فى عددها الصادر فى 29 أغسطس 2013 بعض تفاصيل تحقيقات النيابة فى مجزرة سجن أبوزعبل حيث قتل 37 مواطنا محبوسين احتياطيا على خلفية أحداث مسجد الفتح إثر إلقاء الظابط المسئول بالسجن قنبلة غاز داخل السيارة وهم بداخلها حتى قضوا جميعا عدا سبعة أفراد.
هو مشهد الحريق الكبير.
في 28 يناير 2011 كنا نشاهد النيران تلتهم مبنى الحزب الوطني وننتظر أن يؤذن مؤذن حظر التجول كعلامة انتصارنا. ليلتها مثّل نزول الجيش علامة انكسار دولة حبيب العادلي أمام إرادة من نزلوا الى الشارع ولبثوا نهارا أو أكثر قليلا. في النهار كنا رأينا كل شيء: الموت والحرية ووجه الحقيقة.
الحياة قبل عصر جمعة الغضب غير الحياة بعدها. كانت جمعة الغضب بمثابة "نداهة الثورة"، طوال عامين ونصف "ندهتنا نداهة" أن ارادة الشارع: ارادة الجماهير الغفيرة التي خرجت حاملة الأرواح على الكفوف في سبيل العيش والحرية والكرامة الانسانية هي ارادتنا، وهي التي تحدد سير الأحداث.
نص بيان القوات المسلحة الذي تلاه وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي يوم 3 يوليو 2013، على تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات. وإلى الآن لم تتضح ما هي معايير هذه المصالحة وكيفية إتمامها في ظل تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور حازم الببلاوي التي أنشأت بدورها وزارة جديدة تسمى وزارة العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية برئاسة المستشار محمد أمين المهدي.
ايد واحدة..ايد واحدة"
حين كنا ننبح أصواتنا في التحرير بهذا الهتاف كنا نصدقه. كنا موقنين أن كل الموجودين هنا وأرواحهم على كفوفهم "ايد واحدة" ضد الفساد والظلم، "ايد واحدة" من أجل اسقاط النظام المباركي بعد أن فاض بنا جميعا الكيل.
في يوتوبيا التحرير اختلفت مشارب الموجودين ومذاهبهم ووحدتهم الأهداف: "عيش. حرية. عدالة اجتماعية".
حررتنا الهتافات من الخوف ومن المواقف المسبقة. لم نعرض عن ملتح ولم يعرض هو عنا –نحن السافرات، بل كان مستعد للموت من أجل حمايتنا. كنا نؤمن أن الحرية التي خرجنا من أجلها تسع الجميع وأن القادم للجميع أفضل.
تغير الكثير في التحرير اليوم.
أحد آمالي هو ألا يسأل الشخص الذي يعلم بواقعة تعذيب عن التاريخ الجنائي لضحية التعذيب (أو غيره مما يعتقد البعض أنه قد يكون مبرر للتعذيب بمختلف أشكاله ودرجاته) وأن نكتفي بأن هناك إنسان تم تعذيبه أو تعذيبها. هناك فخين نقع فيهم مؤخرا بسبب خوفنا من غياب الدعم المجتمعي في بعض قضايا التعذيب، الأول هو تصوير ضحية التعذيب على أنه شخص سياسي أو ثوري (في حين أن من الممكن ألا يكون كذلك أو مدان في قضية جنائية ما) لحشد عدد أكبر.
إدكو المدينة الساحلية الجميلة بمحافظة البحيرة التي تطل على البحر الأبيض المتوسط شرقي الأسكندرية، يقطنها مجتمع رزقه منذ القدم في الصيد بين الماء العذب في بحيرة إدكو وماء البحر. وإلى جانب الصيد الذي يمثل النشاط الاقتصادي الأول للسكان، يوجد النشاط الزراعي؛ قد عرفت إدكو بفواكهها المميزة، خصوصا الجوافة، ولا زال سكانها يتحاكون بفخر عن "العنب الإدكاوي" الذي يقولون عنه أنه "من أفخر أنواع العنب في العالم".
نصحني ألا نأكل في هذا المطعم بالذات وأن نختار أي مطعم آخر في مدينة العريش. المطعم بدا لي من محاولة أصحابه إبداء الفخامة والفخفخة أنه على الأقل جيد. ولكنه أوضح لي أن للأمر بعدًا أخلاقيًا، «صاحب المطعم ده كوّن ثروته من الشغل في العبيد».
أعلم شذرات عن تهريب الأفارقة عبر سيناء إلى إسرائيل بعد ابتزازهم، ولكن التعبير لطمني: «الشغل في العبيد».