المبادرة المصرية للحقوق الشخصية

المبادرة المصرية للحقوق الشخصية تسلط الضوء على مشاهد من حياة نساء متغيرات/عابرات الجنس (ترانس)

بيان صحفي

8 مارس 2017

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة تنشر المبادرة المصرية للحقوق الشخصية مشاهد من حياة نساء متغيرات/عابرات الجنس (ترانس) تحت عنوان #هن_أيضًا_نساء وتهدف هذه القصص إلى تسليط الضوء على المعاناة التي تعانيها النساء المتغيرات جنسيًّا في مصر.

فمن الثابت في العديد من الدول ومنها مصر أن النساء متغيرات الجنس يعانين من تمييز أشد من نظرائهن الذكور، إذ أنهن اخترن طوعًا الانتماء إلى الجنس الأدنى مجتمعيًّا. وفي الوقت الذي نشهد فيه فقدان اليوم العالمي للمرأة لبعده الثوري وتحوله – على يد المؤسسات الرسمية- إلى يوم احتفالي دون وجود جوهر حقيقي، علينا أن نتذكر أن هذا اليوم لا يخص فقط النساء البيولوجيات وأن هناك نساء لن تحتفي بهن المنابر الرسمية ولن يعتد بما يواجهنه يوميًّا من ألم ومعاناة، ومن ضمن هؤلاء النساء، النساء اللاتي يشككن في الثنائية المبنية مجتمعيًّا للتصنيف الجنسي.

وفي مصر تعاني النساء متغيرات/عابرات الجنس من مشاكل باقي متغيري الجنس مثل صعوبة استكمال الأوراق التي تمكنهن من الحصول على الخدمات الطبية التي يحتجن إليها ومن ضمنها عمليات تغيير الجنس وتعنت ممثل دار الإفتاء داخل اللجنة الخاصة بتصحيح الجنس في نقابة الأطباء والتي توقفت عن العمل لشهور طويلة الآن لرفضه استكمال العمل بها، والمشاكل الأخرى المتعلقة بتغيير الأوراق الثبوتية والشهادات الجامعية.

وبالإضافة إلى هذه المشاكل يعانين كذلك من وصم إضافي لاختيارهن أن يصبحن نساء، ومن المهم هنا أن نؤكد أن النساء متغيرات الجنس لسن فئة متجانسة ولا يعانين من مشكلة واحدة أو ثابتة فقط ولكن هن كجزء من المجتمع تؤثر فيهن عوامل مختلفة مثل الطبقة التي ينتمين إليها، عمرهن، ديانتهن، نوع التعليم الذي حصلن عليه، مكان إقامتهن… إلخ. فتعاني بعضهن من التمييز في أماكن العمل والذي قد يصل إلى حد إيقافهن عن العمل أو رفض إعادة تعيينهن بعد تغيير الأوراق أو طردهن، وتعاني أخريات من رفض الأسرة لمسألة تحويل الجنس وقد يطردن من المنزل أو يحبسن داخله أو يتلقين تهديدات بالقتل.

شاركوا معنا بالتدوين عن معاناة النساء متغيرات الجنس على هاشتاج #هن_أيضًا_نساء

سناء (25 سنة)

أنا معيدة في الجامعة ولسه ما عملتش العملية، بتعرض طول الوقت لتمييز ومعاملة وحشة وتريقة في شغلي، في الأول رئيسة القسم ما كانتش عايزة تمضي لي على استلام العمل عشان شعري كان طويل شوية وجابت دكاترة تانيين من القسم يتريقوا ويقولوا "مين الأمورة اللي جاية تشتغل معانا"، بالنسبة لهم أنا مش ترانس، وبيقولوا لنفسهم إحنا إزاي يبقى عندنا في القسم حد مثلي!! كل شهر لازم رئيسة القسم تفتعل معايا خناقة على لبسي أو شعري الطويل، مرة الخناقة اتطورت لدرجة إني اتوقفت عن العمل لفترة.التزامي الأكاديمي وتفوقي مش مهمين بالنسبة لها،.

أنا ترانس نسوية وبشوف أن الستات الترانس مشاكلهم مش منفصلة عن مشاكل باقي الستات قي المجتمع، كلنا بنعاني من نفس المجتمع، المجتمع اللي بيحاول يحدد شكل اختياراتنا وشكل جسمنا، اللي بيقول للست اتجوزي واقعدي في البيت، اللي ما بيشغلش الست عشان بيقول كمان كام شهر هتتجوز وتاخد إجازات.


كاميليا (31 سنة)

وأنا طفلة قررت أسلم أمري تماما لبابا و ماما ومع ذلك كنت ساعات بصطدم معاهم لما من حين لآخر ألاقيهم بيعقبوا على تصرفاتي و ميولي إنها ميول بنات و إني ولد مش بنت و أنا كنت متأكدة تماما إني بنت مش ولد بس صدقتهم و غلطت إحساسي بنفسى وحاولت اندمج مع الولاد زمايلي وده كان شئ صعب جدا بس تخطيته و عند سن البلوغ مريت باكتئاب بشع و أنا شايفة جسمي بياخد الشكل الرجالي و مش عارفة اعمل إيه بس كنت مؤمنة بإني لما أكبر و يكون عندي الاستطاعة هعمل العملية بس بعد كام سنة أدركت أد إيه الموضوع صعب ويعني إيه عملية في البلد دي الدنيا اسودت قدامي ومكنتش عارفة وقتها إن في حاجة اسمها ترانس، كنت عارفة عن العملية بس مكنتش عارفة اللي عندي ده اسمه إيه، وبدأت أقتنع إني أكيد غلط وإني لازم أقبل إني ولد وأحاول أوصل بكل حاجة فيا لمستوى مثالي سواء في شكل الرجالة أو شخصياتهم فدخلت الجيم ووصلت ﻷن جسمي بقى 110 كجم أغلبهم عضلات وكنت بحلق شعري تماما بالموس، وآخر كل يوم أقف قدام المرايا وأحس إني مش أنا. فقلت لنفسي بعد الجواز أكيد هتغير أو بعد الخلفة وأجبرت نفسي أتجوز واحدة مش حاسة ناحيتها أي حاجة، بعد ما ابني التاني اتولد كل محاولاتي للتأقلم مع نفسي كراجل فشلت وكرهي لنفسي وجسمي كان بيزيد كل يوم، مش طايقة أشوف نفسي وبكره شكلي. وبدأت أدور لقيت مجموعات الترانس وانضميت لمجموعة العلاج الجماعي اللي كانت في مستشفى الحسين وبعدين صارحت الست اللي كنت متجوزاها وانفصلنا وبدأت العلاج الهرموني وشكل جسمي بدأ يتغير،

أنا لسه بشوف ابني وبنتي بانتظام وهما بينادوني "ماما" رغم إصرار مامتهم البيولوجية إنهم ما ينادونيش كده،و أنا حاسة إنهم هيقبلوا التحول بتاعي ﻷني جنبهم طول الوقت وبحبهم وهفضل أحبهم.


ي ش (25 سنة)

طول حياتي الناس مش فاهمة ليه أنا عايزة أبقى واحدة ست بالذات أبويا وأخويا كانوا دايما مستغربين ليه أي حد ممكن يبقى عايز ينزل في السلم الاجتماعي ويبقى ست وهو ربنا خالقه راجل، في مشواري السنين اللي فاتت خسرت أصحاب وناس كتير مكانوش فاهمين أنا بعدي بإيه، ورحت لدكاترة كتير كانوا بيقنعوني إن دي حاجة مؤقتة وبيدوني أدوية للاكتئاب، فضلت كده لحد ما لقيت دكتور نفسي كويس.

في 2014 قررت إني هخصص طاقتي كلها لمساعدة الترانس، أنا عارفة احنا أد إيه بنتعرض لضغوط واضطهاد وناس كتير اوي محتاجة حد يقولها تروح فين وتعمل إيه وأنا كنت عايزة أساعد وأعرف الناس دي إنها طبيعية ومفيهاش حاجة غلط،

أنا مسئولة عن صفحة رقمية لمساعدة الترانس وبحاول أوصل الترانس المحتاجين مساعدة بالدكاترة الكويسين والمحامين لو احتاجوا لهم. من شهرين عملت العملية وكانت فترة ألم ووجع رهيبة، ومع ذلك أنا حاسة إني بدأت ارتاح نفسيا وعضويا بشكل ما عرفتوش قبل كده، بنام بالليل وأنا مرتاحة، كانت تجربة صعبة بس خرجت منها وأنا نفسي.


جميع الأسماء المستخدمة مستعارة بناء على طلب المشاركات

تم نشر هذه المادة بعد الحصول على موافقة مبنية على بينة من جميع المشاركات

تصميم: محمد جابر

فوتوغرافيا: ليليان وجدي