ليسوا أرقامًا.... للاجئين السوريين في مصر حكايات - الحكاية الأولي
بيان صحفي
عبدالغني القادم من غوطة دمشق: "يسلملي ترابك يا سوريا"
في سوريا كان عبدالغني البالغ من العمر 57 سنة تاجر ملابس يمتلك منزلًا كبيرًا ودكانًا في غوطة دمشق.
"الصاروخ نزل سوى البيت بالتراب".
في تلك اللحظة قبل 16 شهرًا، حين فقد عبدالغني وأسرته منزلهم، قرر الخروج بهم إلى مصر خوفًا أن يصيبهم هم أنفسهم مكروه بعد أن أصاب بيتهم. ستمضي أسابيع قبل أن تتصدر غوطة دمشق الأنباءَ بالهجوم الكيماوي على المدينة، الذي أودى بحياة المئات. سيسمع عبدالغني الأخبار ويحمد الله على نجاته مع أفراد أسرته. وبعد أن يحمد الله سيسأل "وماذا بعدُ؟"
"يسلملي ترابك يا سوريا" كان عبدالغني يعتقد في بدء الأمر أن وجوده خارج سوريا أمر مؤقت، وأنه لا بد عائد قريبًا. ومع تدهور الوضع في سوريا، ما بدا مؤقتًا لم يعد كذلك. لم تعد الإقامة في مصر مؤقتة، ولم تعد العودة إلى سوريا ممكنة.
يحمل عبدالغني تأشيرة إقامة مختوم عليها خاتم "غير مصرح بالعمل"، كتلك التي يحملها كل لاجىء سوري وتتفاوت مدتها من ثلاثة أشهر إلى سنة، رغم ذلك حاول عبدالغني الالتحاق بأي عمل يمكن أن يسهم في نفقات أولاده الاثنين الملتحقين بالتعليم الإعدادي والثانوي، إلا أنه لم يتمكن من الحصول على أي عمل.
في سبتمبر الماضي قرر عبدالغني خوض المغامرة، في محاولةٍ للوصول إلى الأراضي الأوروبية، بعد عبور البحر المتوسط في أحد مراكب الهجرة غير الشرعية، قاصدًا إيطاليا ومنها إلى السويد. "قالوا لنا الفرصة الوحيدة هي أن تطأ قدمك أرضًا أوروبية. بعدها كل شيء سيتم في سهولة ويسر".
تم إحباط المحاولة وأُلقي القبض على عبد الغني قبل التوجه إلى رشيد حيث كان من المفترض أن يقوم المهرب المصري بتسهيل وصوله إلى المركب بعد أن تقاضى أمواله – ثلاثة آلاف دولار من كل راغب في السفر- وقضى عبدالغني شهرًا في نقطة شرطة كنيسة "أورين" بمحافظة البحيرة، قبل أن تقوم السلطات بإطلاق سراحه.
"أنا حظي أفضل من غيري ..البعض أُجبروا على المغادرة ..البعض غرقوا في أثناء المحاولة".
حقائق
|
أجرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية سلسلة من المقابلات مع مجموعة من اللاجئين السوريين، الذين تم احتجازهم أثناء محاولات خروجهم من مصر - بشكل غير رسمي- عبر البحر المتوسط قاصدين الساحل الأوروبي. وبينما لا تسعَى تلك المقابلات إلى الحكم على تلك المحاولات من منظور قانوني، فإنها تسعى بكل تأكيد الى إبراز الوجه المنسي لقصص اللاجئين السوريين الذين اضطرتهم الحرب الدائرة في سوريا إلى ترك وطنهم، وضاقت بهم سبل الحياة في مصر.
وتسعى أيضًا للتذكير بأن وراء تلك الإحصائيات والأرقام الواردة في نشرات الأخبار: بَشَرًا.
لمزيد من الحكايات: اضغط هنا