أعيش في القاهرة، ولكن أسرتي مقيمة في مدينة المحلة الكبرى وبعد إعلان كورونا "جائحة" اتخذت قراري بعدم زيارة الأسرة، التزامًا بقرارات التباعد الاجتماعي وتقليل الحركة قدر الإمكان، خاصة وأن الأماكن التي أعمل بها كانت قد أغلقت مكاتبها بالفعل، واعتمدنا عقد لقاءات العمل من خلال الإنترنت. ولكن على الرغم من ذلك لم أكن أنا شخصيًّا ملتزمة بالبقاء في المنزل. في الأسابيع الأولى زرت بعض الأماكن الدينية والأثرية والتجارية لأغراض بحثية مهنية خاصة تجاه تطبيق الغلق، ولم يكن مطبقًا بالكامل حيث استطعت دخول بعض هذه الأماكن.
يطالعنا البابا تواضروس الثاني بطريرك الأقباط الأرثوذوكس منذ جلوسه على كرسي مار مرقس قبل ستة أعوام بما يمكن وصفه بالشخصيات المتعددة، فهو قائد لكنيسة يسعى إلى التجديد ويقود ثورة للانفتاح على الكنائس الأخرى بجدية، ما سبب الكثير من الهجوم عليه من قِبَل أبناء التيار المحافظ التقليدي، وفي الوقت ذاته هو المتحدث الرسمي بلسان الأقباط لدى النظام والمجتمع ككل ويلتمس "للمسئولين" دومًا أعذارًا فيما يتعرض له أبناء كنيسته من اعتداءات طائفية وتمييز غير مسبوق.