مقدمة- احتفلت منظمة الصحة العالمية يوم 28 يوليو 2011 لأول مرة بـ"اليوم العالمي للالتهاب الكبدي". وتنتهز المنظمة هذه الفرصة لتذكير دول العالم بشيئين مهمين في هذا السياق؛ أولاً: أن هناك نحو 350 مليون نسمة يعانون بشكل مزمن من الالتهاب الكبدي بي، ونحو 170 مليون نسمة آخرين يعانون بشكل مزمن من الالتهاب الكبدي سي. وثانيًا: حث الدول الأعضاء بالمنظمة ودول العالم على توفير العلاج وسبل الوقاية للأفراد جميعًا من هذا المرض. وتعتبر مصر على رأس قائمة الدول الأكثر إصابة بمرض التهاب الكبدي سي، حيث تقدر الإحصائيات أن 14.7% من سكان مصر يعانون من الالتهاب الكبدي سي،1، مما قد يؤدي إلى انتشار أمراض الكبد المزمنة، وتليف الكبد وسرطان الكبد؛ وهو ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع معدلات الوفاة من جراء تلك الأمراض2. كما أن الأغلبية العظمى من هؤلاء المرضى يعانون من النمط الجيني 4 للالتهاب3.
و بالرغم من خطورة هذه التداعيات االمَرضية المترتبة على الإصابة بالتهاب الكبدي سي، إلا أن العلاج منه يعد أمرًا ممكناً، وإن كان الشفاء منه غير مضمون لكل المرضى به بنسبة مئة بالمئة حتى يومنا هذا. والعماد الأساسي لمرضى الالتهاب الكبدي سي هو العلاج المشترك بين الإنترفيرون طويل المفعول والـ(ريبافيرون)4، وبالتالي يعتبر الإنترفيرون طويل المفعول منتجًا استراتيجيًّا بالنسبة للصحة في مصر، حيث يتبع مريض الالتهاب الكبدي سي نظامًا علاجيًّا يقوم على مزيج من الحقن بأنبول الإنترفيرون طويل المفعول أسبوعيًّا، وتناول الجرعة المحددة من دواء الـ(ريبافيرون) يومياً، وذلك لمدة 48 أسبوعًا5.
وتقوم المبادرة المصرية للحقوق الشخصية من خلال هذه الورقة التعريفية - بعرض أهم ملامح النقاش الدائر حول كفاءة الإنترفيرون طويل المفعول المنتج من شركة "مينا فارم" المصرية، تحت الاسم التجاري "Reiferon Retard" الـ(ريفيرون ريتارد)، والمعروف إعلامياً بـ(الإنترفيرون المصري). كما تتطرق هذه الورقة إلى أهم المعايير التي تحكم تسجيل هذه الفئة من الأدوية عالميًا ومحليًا، والتي ينتمي إليها هذا المنتج، مع شرح اختلاف هذه الفئة الدوائية عن غيرها من الفئات الدوائية الأخرى من الناحية العلمية. وتنتهي هذه الورقة التعريفية بعدة توصيات للجهات المختصة؛ من أجل العمل على إيجاد نظام تقييم وتسجيل يحترم حق الإنسان في الصحة والدواء ذي الجودة.